الدكتور اياد علاوي:
كان لقائي بالسيد السيستاني لقاء مفتوحا ولا يقبل الشك او التأويل
المعركة الانتخابية بدأت في وطن غابت عنه احلام الامان والرخاء والاستقرار منذ عقود وعراق ما بعد بريمر هو عراق فوضوي بكل معاني الكلمة.. بل انه ساحة لصراعات دول الجوار وتصفية الحسابات على ارض رخوة مشتت شعبها ليس بين يمين ويسار وانما بين مذاهب وقوميات.
الشيعة الذين ظلموا على امتداد التأريخ لم يجدوا في العهد الجديد سوى الايغال في الجوع والحرمان والقتل على الهوية بل والتشكيك في عروبتهم التي هي امتداد لآل بيت محمد كذلك لم يستفيدوا من العهد الجديد سوى البكاء على الاطلال واعادة صورة كربلاء الحزينة في كل حين وان الرخاء يدخل الباب من خلال ميراث اللطم والنحيب ولم يعرفوا ان سيد الشهداء الحسين (ع) اقام ثورته من اجل الفقراء واحقاق الحق بعد ان ضيع الامويون مفاهيم الدولة العادلة وحولوا الحكم الى جواري وقصور وتباين طبقي هائل.. السنة الذين استفاقوا على سقوط الصنم وجدوا انفسهم بين بعثي هارب وغير مرغوب فيه وذباح وسني لم يؤمن بالواقع ولا يتقبل من الذين حوله اما الباقون وهم عراقيو المنطق فقد بقوا متفرجين ورغم الجو الطائفي اختاروا العراقية بديلاً عن مذاهب تمزق الوطن.
اياد علاوي الذي يؤمن بان الحكم يجب ان يكون صارماً وان دولة القانون يجب ان تأخذ مداها ولابد من اشراك الطيف السني والبعثي غير القاتل لانه يعتقد انه بذلك حل لقضية العراق المستعصية.. حاولوا جره للعبة التسقيط وللعبة المهاترات الطائفية لكن الرجل بقي يؤمن بما يريد حتى ولو ثارت كل الدنيا ضده.. ابا حمزة التقيته فكان هذا الحوار الممزوج في ظل الفوضى العراقية التي دوت كل القيم وانحازت لضياع الوطن .شمال لا يعرف اين هويته هل هي كردية ام عراقية؟ وجنوب جائع ما يزال يبحث في القمامة عن رغيف خبز من فضلات المتخمين وغربية تائهة بين عروبة على الورق وعراقية لم تنضج بعد فكانت هذه الاطلالة التي عودنا عليها الدكتور اياد علاوي.
*د.اياد ماهي منطلقاتكم الاساسية في العمل؟
-انا حقيقة معتمد الطيف العراقي بكامل ابعاده ومنطلق من مبدأ مهم هو مبدأ الوحدة الوطنية وكذلك المبدأ الذي يعتمد على اصول وقواعد الاسلام ومسيرة اهل البيت(عليهم السلام).
الامام علي بن ابي طالب(سلام الله عليه) يقول الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق والرسول محمد(ص) يقول:”الناس سواسية كاسنان المشط” ويقول في فتح مكة عندما انتصر الاسلام “من دخل بيت ابي سفيان فهو آمن” هذه هي منطلقاتي الاخلاقية التي هي جوهر الاسلام ومسيرة اهل البيت(ع) اما طريقتنا مع الواقع العراقي فنحن ننتصر للشيعي عندما يظلم وكذلك ننتصر للسني عندما يظلم وننتصر لغير المسلم عندما يظلم ومن هذا نترجمه للواقع السياسي. نحن نريد ان يكون كل العراقيين ضمن العملية السياسية ولهذا انا لااعتمد شخصياً لاعلى طيف ولا على شكل ولاعلى لون وانما انا معتمد على المنطلقات الاساسية لجمع ولم شمل الشعب العراقي وتلاوينه المختلفة بأستثناء نوعين من العراقيين الذين ارتكبوا الارهاب والذين مارسوا القتل ضد الشعب العراقي غير هذا حقيقة يجب ان يكون هناك مسيرة لضم كل الاطياف بدون استثناء بالتأكيد انا اتحدث واقول ان الشيعة بالعراق كل تأريخهم انهم يلعبون دوراً وطنياً اساسياً في قيادة العمل الوطني في العراق ابتداءً من ثورة العشرين في بداية القرن الماضي وتأسيس الدولة العراقية، الشيعة لعبوا دورا وطنياً في قيادة الثورة وانتصارها وهم الذين جلبوا اميرا عربيا سنيا لحكم العراق والذي كان هو المرحوم الملك فيصل لكن بأرادة وطنية وهم الذين قادوا التحرر من الاستعمار، هذا هو التاريخ الوطني الناصع للشيعة. هذا التاريخ يجب ان يبقى ملاحقاً لمسار العملية السياسية ومن هذا المنطلق علينا واجب احتضان السنة واحتضان الشيعة واحتضان غير المسلمين ايضاً في العراق. وهذا هو الحل الاوحد لمشاكل العراق.
*نقض الهاشمي الذي حدث صار حديث الشارع واثر على بعض الاطراف والكتل السياسية؟
-الهدف هو ان يكون لكل العراقيين دور في العملية السياسية هناك ملايين العراقيين يعيشون خارج العراق اذا اردنا ان نستعمل المسطرة في العملية الديمقراطية الانتخابية بأن يكون لكل(100) الف ممثل فحينذاك علينا ان نعد ذلك اساساً، لكن نحن وجدنا ان الـ(5%) قليلة حقيقة ولا اخفيك سراً انني تحدثت مع رموز مهمة من الذين رفضوا نقض طارق الهاشمي منهم نائب الرئيس عادل عبد المهدي وتحدثت معه واخبرته بأن هذا غير صحيح ان تكون نسبة(5%) للعراقيين في الخارج. طبعاً انا لا اتحدث عن المهجرين او اللاجئين انا اتحدث عن نسبة العراقيين في الخارج. لهذا نحن بالتوافق مع الاخ طارق الهاشمي وقوى اخرى اكدنا على انه يجب ان تزداد النسبة. وانا اعتقد اننا جميعاً من موقع المسؤولية علينا ان نرفع نسبة الـ(5%) عسى ان تصل 10 او 11 او 15 لكن المهم ان تزداد احتراماً للشعب العراقي واحترامه لاسس الديمقراطية في العراق هذا غير موجه لاحد ولافي النية توجيهه لاحد! وهذا الامر يراد به خلق شرخ مابين العراقيين في الخارج وفي الداخل وتصوروا ان جميع العراقيين في الخارج هم بعثيون وارهابيون وهذا غير صحيح. خذ مثلاً منهم حسن العلوي وهو رجل معروف ماهي علاقته بالبعث؟ حسن العلوي رجل معارض للنظام السابق ويمكنني ان اعد لك الافاً من الناس الذين اعرفهم من اكراد الى شيعة الى سنة ليس لهم لامن قريب او بعيد بشيء اسمه البعث هؤلاء موجودون بالخارج وهؤلاء لايمكن حجب دورهم في العمل السياسي وهذا الشيء فيه اجحاف وخطر يمكن ان يسمم الاجواء وهذا هو الاهم ! وتسميم الاجواء لايخدم العراق ولاوحدة العراق اضافة الى هذا يجب ان تكون لدينا ثقة بأنفسنا نحن كنا قد تصدينا لنظام صدام حسين لمدة 30 سنة فلو لم تكن لدينا ثقة لما واجهناه! لذلك فلنبدأ صفحة جديدة هو ان يكون هذا العراق للعراقيين.
*هناك لغط في الشارع بأن اياد علاوي يمثل كل العلمانيين الشيعة والسنة وهذه حقيقة واكثر شيء الطيف الشيعي ويقال ان اياد علاوي ذهب الى السنة بعدما يئس من رفاق الامس لانهم اختاروا طريق الصمت هل هذا يمثل الحقيقة؟
-لا والله انا ماتركت رفاق الامس لكن مع الاسف ان قسماً منهم قرروا التخلي من اجل السلطة اما انا في الحقيقة فلا ابحث عن موقع في السلطة انا ابحث عن تغيير مسار العمل السياسي اما مسألة السلطة والوصول الى مركز السلطة هذا عامل ثانوي بالنسبة لي. انا بالتأكيد اميز بين تسييس الدين وبين احترام الدين نحن نحترم الدين، والدين جزء من تراثنا وجزء من قيمنا والمذهب ايضاً جزء من تراثنا وجزء من هويتنا لانستطيع ان نتخلى عنه لكن هذا له موقع والسياسة لها موقع آخر لهذا انا مؤمن بأنه لم اتوجه لطرف دون اخر بل بالعكس انا دافعت عن كل العراقيين والآن انا ادافع عن الصدريين واصدرت بياناً دفاعاً عن المعتقلين الصدريين الذين لم تثبت عليهم تهم وطالبت بأطلاق سراحهم. فالحقيقة عنواننا كسياسيين هو الدفاع عن اي مظلوم سواء اكان سنيا ام شيعيا او غير مسلم ولهذا فأنا متمسك بهذا الموضوع فما تركت جماعة حتى آتي الى جماعة اخرى وانما تبنيت مسألة معاداة الطائفية سياسياً الطائفية السياسية دمرت العراق ورمتنا في مشاكل عويصة، وايضاً من المشاكل الكبيرة في العراق هي المعارك التي حصلت مع من اراد تسييس الدين ولهذا كانت لي زيارة الى مدينة النجف والتقيت بالسيد السيستاني وكانت الزيارة موفقة وتكللت بالنجاح وكان الجو بمنتهى الايجابية وحقيقة اقولها بكل صراحة كانت جلسة طويلة ومهمة وكان برفقتي اخوان حاضرون بحدود 11 او 12 شخصاً استمعوا خلالها للحديث الذي جرى بيننا. وكان هذا الرجل الفاضل حريصاً كل الحرص على العراق ووحدته وعلى مسار الانتخابات وحريتها وعلى ضرورة المشاركة فيها وعنده حرص كبير على مسألة القائمة المفتوحة والتي نحن نعتبرها اساسية. وكانت احاديثه ايجابية ومهمة وتطرقنا لمواضيع كثيرة وتشخيصاً للواقع العراقي بشكل سليم وايضاً التقيت بالمراجع الاخرين مثل الشيخ الفياض والسيد محمد سعيد الحكيم وكانت احاديثه في منتهى الشفافية والصراحة وحتى لمست منهم تمييزا مابين البعثيين الذين ارتكبوا جرائم وبين البعثيين الذين كانوا مجرد منتسبين الى البعث ولديهم رأي في مسألة العسكريين وغير العسكريين وحتى مع سماحة السيد السيستاني عندما مزحت معه وقلت له ان من بين الحضور في جلستنا هناك اخوان سنة فكيف تعرفهم فرد علي قائلاً: نحن والله اساساً ضد مسمى اخوتنا السنة واخوتنا الشيعة نحن كلنا مسلمون حقيقة كان كلاماً في منتهى الخلق واللطف وهذا شيء مرجو من المرجعيات الدينية وبالذات من مرجعية السيد السيستاني، لهذا كنت مسرورا جدا بالزيارة والتقينا على هامشها بعشائر الفرات الاوسط في مضايفهم وصارت بيننا احاديث طويلة وقلنا لهم نحن لانكون مع الشيعة ولامع السنة نحن مع العراق الواحد دون تفرقة.
*هل ان هناك قطيعة بينكم وبين الامريكان؟
-لااخفيك سراً انه كانت هناك شبه قطيعة مع الامريكان ولكنني لم اهتم بذلك لان لي مساراً خاصاً اؤمن به وهو ايماني المطلق بهذا البلد ووحدته ومساري الذي اختطيته لنفسي بالرغم من الضغوط التي تعرضت لها ومنها المقاطعة الاميركية والتي اعتبرتها شأنهم لكني في الآونة الاخيرة وجدت تفهما واتصالات واسعة ومستمرة معهم والسفير الاميركي جاءني اكثر من مرة وجرت بيننا احاديث فيما يتعلق بالشأن العراقي وهدفنا نحن ان(نجير) كل هذه العلاقات لمصلحة العراق والذي يهمني هو انني لم اتحدث مع الاميركان بأزدواجية على طول الخط كان حديثي واضحاً والمشكلة التي حصلت معهم هو عندما حاولت ان اشرح لـ(بوش) وانا خارج السلطة انه هناك انزلاق خطير نحو حرب اهلية في العراق واذا استمرينا في هذا الانزلاق- كان هذا في عام 2007 سوف نصل الى طريق اللاعودة وهذا هو مقياس الحرب الاهلية في العراق! واخبرته انه الان يذهب حوالي 1500 بريء شهرياً من العراقيين وهذا هو مفهوم الحرب الاهلية فيجب عليكم التدخل لكنه رفض ان يعمل شيئاً، واجريت مقابلة صحفية في هيئة الاذاعة البريطانية وابلغته من خلالها هذا الكلام ورأيت انه ظهر بعد ذلك بنصف ساعة وعقد مؤتمراً صحفياً قال خلاله انه يحترم رأي فلان وفلان ولكنه رفض ان تكون هناك حرب اهلية في العراق! بعدها حدثت القطيعة بيننا، الان بدأت الامور تعود تدريجياً الى سابق عهدها.
*ماهي حظوظكم في الانتخابات المقبلة؟
-نحن عندما نحصل على نسبة جيدة في الانتخابات وانه صارهناك تولي لمسؤوليات عامة في البلد فلا يكون الانسان ضمن اطار واحد وانما يكون لكل العراق هو هذا المفهوم الذي اؤكد عليه.
*دكتور هل لديك شيئا تريد ان تضيفه؟
-والله ليس عندي شيء اريد ان اضيفه ولكن توجد مسألتان احب ان اضيفها من خلال جريدتكم المحترمة وان نقلها جداً مهم اولاً يجب ان نخوض الانتخابات بأخلاقية وان نمتنع عن التشكيك والتشهير والتسقيط والدعايات السوداء.. الخ وان ننتقد البرامج هذا جانب مهم ورسالة مهمة يجب ان تصل بالدرجة الاساسية الى السياسيين العراقيين وبالدرجة الثانية الى المجتمع العراقي.
المسألة الثانية هي التهم التي تنصب او تحاك هذا بعثي وهذا كذا، انا اميز بين البعث والبعثيين، البعث كظاهرة من الصعب ان تتكرر في مجتمعنا العراقي بعدما مر في هذا المخاض العجيب الغريب لكن البعثيين صنفان من الناس وايضاً لااقصد البعثيين فقط وانما قوى اخرى مثل الصدريين والصحوات الذين يتعرضون الان للمشاكل هم صنفان من الناس صنف لربما ارتكب اشياء غير مبررة والصنف الاخر الذين امنوا بقضية او اضطروا للايمان بقضية من هذا لايمكن الخلط بين الناس ولهذا انا مع ماقاله سماحة السيد عمار الحكيم يجب على هذا الملف ان يغلق ولايبقى الى ابد الابدين ويتحول من ملف سياسي الى ملف قضائي يوجد هناك من اجرم او قتل فيجب ان يخضع للقانون ويوجد قضاء يحاسبه ولكن يبقى هذا الملف يستخدم كسلاح فهذا يكون غير صحيح