على مدار الشوط الأول من مباراة منتخبي جنوب أفريقيا وفرنسا مساء أمس الثلاثاء ، انتعش أمل أصحاب الأرض في تحقق الحلم الذي طال انتظاره بوصول الفريق إلى الدور الثاني في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.
وتجدد أمل أصحاب الأرض بعدما سجل منتخبهم هدفين في شباك المنتخب الفرنسي الفائز بلقب كأس العالم 1998 ووصيف البطل في المونديال الماضي عام 2006 بألمانيا.
ولكن الحلم لم يكتمل بعدما خرج منتخب جنوب أفريقيا (بافانا بافانا) من الدور الأول على الرغم من فوزه 2/1 في المباراة حيث كان الفريق بحاجة إلى تسجيل هدفين آخرين على استاد "فري ستيت" في بلومفونتين.
ورغم الخروج المبكر من البطولة ، منح الفوز على المنتخب الفرنسي أصحاب الأرض وسيلة لحفظ ماء الوجه والخروج بكبرياء من هذه البطولة.
وتبددت آمال منتخب جنوب أفريقيا (بافانا بافانا) بشدة قبل مباراة الأمس وبالتحديد بعد الهزيمة الثقيلة صفر/3 أمام منتخب أوروجواي في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الأولى بالدور الأول للمونديال.
وفي المقابل تلقى الكبرياء الفرنسي صفعة جديدة بهذه الهزيمة التي جاءت كحلقة جديدة في سلسلة المشاكل التي يعانيها الديوك الزرق.
وسبقتها حلقات أخرى أشد سخونة وأكثر إثارة للجدل ومنها مشاكل اللاعبين داخل الفريق وخلافاتهم مع المدير الفني ريمون دومينيك وكذلك طرد نيكولا أنيلكا مهاجم الفريق من صفوف المنتخب الفرنسي بعد الإهانات التي وجهها إلى دومينيك قبل أيام.
وجاء الخروج المهين للمنتخب الفرنسي من البطولة نتيجة طبيعية بعدما تفاقمت المشاكل في الفريق خلال اليومين السابقين للمباراة واللذين شهدا حالة من التمرد للاعبي الفريق ورفضهم المشاركة في التدريبات.
وفي النهاية ، منحت مباراة الأمس بعض الكبرياء لمنتخب البافانا بافانا رغم كونه أول منتخب مضيف يخرج من الدور الأول للبطولة على مدار تاريخ بطولات كأس العالم.
وصاح أحد الأشخاص بأحد المتنزهات التي يتجمع فيها المشجعون لمشاهدة المباريات والاحتفال في ضاحية "ساندتون" بجوهانسبرج قائلا بعد انتهاء المباراة مباشرة "إنه فوز.. إنه فوز. إنه الشيء الأهم".
وفي نفس المتنزه الذي تجمع فيه نحو أربعة آلاف مشجع ، قال مشجع جنوب أفريقي من أصل فرنسي يدعى فيرجيل لويس بون آمي ويرتدي قبعة بألوان علم جنوب أفريقيا "حاولنا ، حاولنا. إنني سعيد لأننا حققنا الفوز. الكبرياء جيد لأن المنتخب الفرنسي فريق جيد".
وقفز المشجعون في الهواء وانطلقت أبواق الفوفوزيلا بقوة وحدة مع كل من الهدفين اللذين سجلهما منتخب جنوب أفريقيا عبر بونجاني كومالو وكاتليجو مفيلا في الدقيقتين 20 و37 .
وفي المقابل ، بدا مشجعو المنتخب الفرنسي في حالة يرثى لها ولم يجد أي منهم ما ينطق به بعدما وجد فريقه يتأخر بهدفين أمام منتخب جنوب أفريقيا.
وكان المشهد مثيرا عندما حرصت مشجعة جنوب أفريقية على توديع مشجع فرنسي لحظة مغادرته متنزه المشجعين حيث وجهت إليه فوهة الفوفوزيلا وأطلقت الصوت العالي بنفخة قوية من فمها.
ولكن سرعان ما تغير الحال في كل أنحاء جنوب أفريقيا بعدما سجل فلوران مالودا هدف المنتخب الفرنسي في الدقيقة 70 .
وقال المعلق في محطة تلفزيون "سابك" الحكومية بجنوب أفريقيا "تلقينا جرحا من المنتخب الفرنسي مثلما يخترق السكين القلب" في إشارة إلى هدف مالودا الذي أصاب جميع المشجعين في استاد "فري ستيت" بالصمت.
وتوقع المشجعون في المتنزهات الجماهيرية أن المنتخب الفرنسي سيعود إلى أجواء المباراة ويقلب نتيجة اللقاء ولكن الفريق الفرنسي لم يفلح في ذلك.
ورغم ذلك ، بدأت الجماهير في مغادرة المتنزهات قبل دقائق من نهاية المباراة بعدما رأوا حلم التأهل للدور الثاني يتبخر من بين أيديهم.
وبعد انتهاء المباراة ، سادت حالة من الاقتناع على وجوه الجماهير أكثر منها سعادة. وكان الاقتناع بأن فريقهم نجح في تحقيق الفوز على منتخب كبير مثل فرنسا ولكنها لم تكن سعادة لأن حلم التأهل للدور الثاني لم يتحقق.
وقال داني جوردان رئيس اللجنة المنظمة للبطولة في بيان